مرحلة خطيرة تهدد الأمة العربية !!
بعد المجازر المروعة في غزة والتي اهتزت لها ضمائر العالم الحر ــ إن تبقى فيه ضمير ــ باتت صورة دولة الاحتلال أكثر وضوحاً من أي

-
بقلم فيصل خزيم العنزى الكويت
بعد المجازر المروعة في غزة والتي اهتزت لها ضمائر العالم الحر ــ إن تبقى فيه ضمير ــ باتت صورة دولة الاحتلال أكثر وضوحاً من أي وقت مضى فهذه الدولة المارقة لن يثنيها أي تحرك دولي ولن توقفها الإدانات ولا البيانات ولا صرخات الشعوب المكلومة .. ما نشهده اليوم ليس مجرد حرب على غزة بل هو فصل من مشروع استيطاني توسعي يتخذ من الدم الفلسطيني وقوداً ومن الصمت الدولي مظلةً لتنفيذ مخططاته !!
في هذه المرحلة المفصلية يبدو واضحاً أن الاحتلال يخطط لفرض سيطرته على ما تبقى من الضفة الغربية فلا شيء يمنعهم عن رام الله وبيت لحم والخليل ونابلس وهم منذ سنوات يتحدثون علناً عن “خارطة إسرائيل الكبرى” التي تبدأ بالابتلاع القريب والأسهل .. هذه الخطة التي طالما اعتبرها البعض حلماً بعيد المنال أصبحت اليوم واقعاً يفرض نفسه
مدعومةً بسياسات تهجير قسري وتوسع استيطاني لم يشهد التاريخ له مثيلاً !!
ما يجري اليوم ليس شأناً فلسطينياً فحسب بل هو إنذار للأمة العربية بأسرها فالمعركة لم تعد معركة حدود بل معركة وجود وهوية .. إن الأمة التي لا تدرك خطورة هذه المرحلة قد تستيقظ يوماً لتجد أن الأرض التي تتآكل من تحت أقدام الفلسطينيين اليوم قد تمتد لتلتهم المزيد غداً
في ظل غياب وحدة الصف وتخاذل المواقف !!
إننا أمام مرحلة خطيرة جداً لا يكفي فيها الغضب ولا العاطفة بل تتطلب وعياً استراتيجياً يواجه المشروع الصهيوني بكل أبعاده سياسياً وإعلامياً وثقافياً فضلاً عن الدعم الميداني للمقاومة والصمود الفلسطيني ..
فلسطين اليوم ليست قضية شعب محاصر فقط بل قضية أمة بأكملها فإما أن نكون على قدر التحدي أو نترك للتاريخ أن يسجل سقوطنا في زمنٍ كان فيه العدو واضح النوايا
ونحن أسرى العجز والانقسام !!